Home

إحتفالات كنيسة القديس مار جرجس ـــ سان فرناندو

بشوقٍ بالغ وفي يوم الأحد 8 حزيران المصادف عيد حلول الروح القدس على التلاميذ (عيد العنصرة)، استقبلت رعية كنيسة القديس مار جرجس في سان فرناندو راعيها نيافة الحبر الجليل مار إقليميس أوجين. وتقدم موكب الإستقبال كوكبة من الكشاف السرياني التابع لكاتدرائية مار أفرام والذي يشارك كافة الكنائس المحلية في الأبرشية احتفالاتها ومناسباتها الروحية والإجتماعية، وذلك بتقديمه معزوفة موسيقية خاصة في استقبال أحبار الكنيسة ومن ثم جوقة المرتلات فالشمامسة وكاهن الرعية الأب القس بطرس روبز. وكانت الإبتسامات العريضة ودلائل البهجة والسرور على محيا الجميع من مؤمنين وخدام الهيكل عند وصول نيافته، بينما راحت جموع المصلين تصفق وتهزج وتهلل فرحاً بقدومه الميمون وبخاصة بعد عودته من سوريا ولبنان وإشتراكه مع آباء المجمع السرياني الأنطاكي في احتفالات تنصيب قداسة البطريرك مار افرام الثاني الجالس سعيداً على السدة البطرسية.
وفي الثانية عشرة ظهراً إحتفل نيافته بإقامة القداس الإلهي يعاونه كاهن الرعية الأب الفاضل القس بطرس ربوز وتخدمه شمامسة الكنيسة بأصواتهم الجميلة وبرفقة جوقة المرتلات التي تتميز بالعدد الكبير للمشتركات فيها وبالتنسيق والتدريب المُتقَن موسيقياً ولحناً وتوزيعاً بهمة وخبرة واتقان مَن نذر ذاته لهذا العمل الروحي الكبيرا آخذاً على نفسه القيام بهذا الواجب الديني بكل ما اعطاه الرب من عافية وخبرة وعمر مديد، فالشماس سامر كساب أشهر من نارٍ على عَلَم فهو الغيور والمؤمن يستحق الدعاء والبركة.
وتمم نيافته طقوس هذا العيد الكبير وتباركت جموع المؤمنين الحاشدة التي كان من الصعب تعدادها. ثم القى نيافته كلمة لاهوتية قيمة والتي اعتاد المؤمنون سماعها منه مفسراً لهم معاني وأبعاد هذا العيد ومواهبه العديدة التي حلَّت على التلاميذ والمؤمنين عند حلول الروح القدس عليهم بعد خمسين يوماً من صعوده الى السماء. وتابع نيافته: إن هذه الروح ترافق المؤمنين في مسيرتهم الروحية وتمنحهم – كما فَعَلَت مع التلاميذ آنئذٍ- قوةً على مجابهة صعاب الحياة ومرارتها إنْ هم اقتبلوا نِعَم الروح القدس بإيمان وطيد. ويرمز الماء الذي رُشَّ اليوم على المؤمنين الى الألسنة النارية التي حلَّت على التلاميذ في العلية حسب وَعد الرب يسوع لهم.
وأردف نيافته: بأنه حسناً رتبت هذه الرعية الغالية أن يكون هذا اليوم موعداً ليتناول به أطفالها جسد الرب ودمه الأقدَسَين بعدما هيأت 51 منهم لهذا التناول المقدس بهمة سيدتَين (سهام حنون سَعَد و لينا وانيس حنون، والآنسة مِيغن عصام حوراني) اللواتي نذرن ذواتهن لهذا العمل المبرور لسنوات عديدة خَلَت وواظبن لأشهرٍ عديدة على تعليمهم الصلوات والفروض اللازمة لهذه المناسبة باللغات السريانية والعربية والإنكليزية.
ولقد بارك نيافته هؤلاء الأطفال بتوجيهه لهم كلماتٍ أبوية بالإنكليزية، عبرَّت عن محبته لهم وهو يلامس قلوبهم بهذه الكلمات ونظراتهم لنيافته التي شع منها كل المحبة والتقدير وهم يسمعونه يتحدث اليهم بلغة البراءة والطهر تلك التي يفهمونها. ولم تفت على نيافته من أن يوجَّه الشكر لكاهن الرعية الأب بطرس وللمجلس الملي الأكارم على تعاونهما المثمِر في مجالات الكنيسة المنوعة. كما وأثنى نيافته على الشمامسة بالحانهم وجوقة المرتلات ومدربها ومعلمها الشماس سامر كساب.
وفي نهاية القداس وبعد أداء الأطفال المتقدمين للتناول الصلوات اللازمة لهذه المناسبة وتناولهم القربان المقدس خرج نيافته متوجها الى قاعة الكنيسة بموكبٍ بهيٍ رائع تتقدمه مجموعة الأطفال وترافقه موسيقى الكشاف وتراتيل جوقة المرتلات، وتصفيق وأهازيج المؤمنين الفرحين بهذه المناسبة الروحية الرائعة. وفي قاعة الكنيسة حيث احتشدت المئات من جموعٍ غفيرة من المؤمنين في ردهاتها ودهايز باحات الكنيسة والكل مبتهجٌ بهذا اليوم الأغر، قام نيافته بتوزيع الشهادات الخاصة على الأطفال ومن ثمَّ اشترك الجميع في الطعام الذي هيأته الكنيسة بهذه المناسبة المباركة. ثم غادر نيافته الكنيسة ترافقه أدعية المؤمنين ليديمه الرب رأساً لهذه الأبرشية التي يمدها بمحبته وإرشاداته وصلواته.