Home

قداس خاص لتناول أطفال كاتدرائية مار أفرام السرياني ـــ بربانك

كلُ مَن حضر الكاتدرائية صباح الأحد 27 نيسان القداس الإلهي، لاحظ علامات الفرح والبهجة على وجوه الجميع، كباراً وصغاراً. فقد كان يوم الطفولة بامتياز. فالورود والأزهار التي عَبَقَت روائحها أرجاء الكنيسة الواسعة، وزَهت دهاليزها بمناظر باقاتها العديدة، وطَغَت عليها كلها منظر الأطفال بثيابهم البيضاء التي تنمُّ على طهرهم وبرائتهم وهم يدخلون الكنيسة ويصطفون على مقاعدها التي إكتست هي الأخرى بأقمشةٍ بيضاء. كلُ شيء كان يوحي بالطهر والنقاء وكأني بها تلفت أنظار المؤمنين ضرورة العودة الى ينابيع الإيمان التي دعا اليها السيد المسيح حينما صرَّح بقوله: (دعوا الأطفال يأتون اليَّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات).

شارك الأهل فرحة أولادهم، وتهافت المؤمنون بأعدادٍ وفيرة ليشاركوا الأطفال وأولياءهم هذه الفرحة الروحية الكبرى بتناول الأطفال القربان المقدس، علماً أنها لم تكن المرة الأولى، فقد حصلوا على جسد الرب ودمه حالاً بعد العماد المقدس.

ترأس صاحب النيافة مار إقليميس أوجين مطران غربي الولايات المتحدة القداس الإلهي يعاونه كلٌ من الأبوَين الخوري عبدالأحد شارا و القس كبرئيل حنا وتخدمه الشمامسة الأفاضل وترتيل جوقة مرتلات الكاتدرائية. وكان الفرح الواضح على وجه نيافته كلما سَنَحت له الفرصة ليشاهدَ هؤلاء الأطفال الأحباء فيغزوا قلوبهم بابتسامته المعهودة التي تنمُّ عن تواضعٍ وحنان. ولفت انتباههم بالموعظة التي القاها بالانكليزية وبكلماتٍ مبسطة للغاية لأنها كانت موجهةً لهؤلاء الأطفال الذين كانوا في حالة انتباه شديد لكل كلمة تفوَّه بها نيافته الذي هنأ أولياء الأطفال بهذه المناسبة حاثاً عليهم ضرورة توجيههم روحياً وأن يساعدوا الكنيسة بهذا التوجيه بتسهيل وصول أولادهم الى الكنيسة بمواعيدها وعدم التباطؤ في جلبهم كلما دعَت الحاجة الروحية. لأن الكنيسة هي المدرسة الحقيقية التي تغرس الإيمان والتربية المثلى والتوجيه السليم نحو غدٍ باسمٍ مشرِق.

ثم تقدم الأطفال وتناولوا جسد الرب ودمه من يد نيافته الحنونة، وقد شارك الأطفال بترديد قانون الإيمان بالإنكليزية ثم الصلاة الربانية بالسريانية وبعض التراتيل بالإنكليزية والسريانية والعربية.

وعند نهاية القداس خرج نيافته من الكنيسة محتاطاً بكاهنَي الكاتدرائية ويتقدمه الشمامسة مع 28 طفلاً وهم الذين اقتبلوا المناولة المقدسة، بينما كان المؤمنون ينتظرون موكب نيافته في باحة الكنيسة وكشاف الكاتدرائية يعزف الحاناً سريانية وأناشيدَ خاصة ترحيباً به وبالموكب الجميل.

بارك نيافته كلُ هؤلاء داعياً بالخير واليُمن والتوفيق للجميع. ثم دعت الأهالي نيافته الى قاعة الكاتدرائية حيث كانت قد هيأت طعام الغداء للأطفال وذويهم وعدد من أصدقائهم. ثم انصرف الجميع بعد أن أُخِذَت صورٌ تذكارية بالمناسبة المباركة.