Home

مسرحية صلب المسيح في كنيسة الشهيد مار جرجس ــ سان فرناندو

تحت رعاية نيافة الحبر الجليل المطران مار اقليميس أوجين قبلان مطران أبرشية غربي الولايات المتحدة الاميركية للسريان الارثوذكس وبحضور كلٍ من الآباء الكهنة الاكارم :
- الاب بطرس ربوز كاهن كنيسة مار جرجس للسريان الأرثوذكس .
- الاب جان سيف عسكر كاهن كنيسة مار الياس للسريان الأرثوذكس .
- الاب كبرائيل حنا كاهن كاتدرائية مار أفرام للسريان الأرثوذكس .

أقيم في صالة كنيسة مار جرجس للسريان الارثوذكس وبحضور جماهيري من أبناء جاليتنا المحترمين تجاوز الخمس مائة شخصاً، عمل مسرحي عن أحداث صلب السيد المسيح.

أتت الفكرة من أحد أفراد جاليتنا المخرج الصاعد السيد فادي ماهر. هذه الفكرة لاقت ترحيباً عالي المستوى من هيئة المجلس الملي في الكنيسة وطرح الموضوع للمناقشة مع رئيسة نادي الشباب التابع للكنيسة السيدة رينه يونان اسكندر. تقرر فيما بعد على البدء بتنفيذ هذا المشروع فاختيرت الشخصيات من نادي الشباب وبعناية فائقة لتلعب الادوار في هذا العمل المسرحي.

بالرغم من عدم امتلاك أيّة خبرة في مجال التمثيل للشباب والصبايا الذين شاركوا في هذا العمل وبالرغم من الادوات البسيطة التي امتلكها فريق العمل الذي زاد تعداد أفراده الاربعين شخصاً من إداريين، فنيين، حرفيين، ممثلين، مرتلين وموسيقيين، والصعوبات التي اعترضت مراحل التدريب التي تجاوزت بفترتها الزمنية الاربعة أشهر ان الجميع بات مصمماً على ايصال هذا المشروع الى برّ الامان مهما كانت النتيجة .

و بالفعل اتت النتيجة على غير المتوقع لها، حيث استطاع الجميع وبكل جدارة ان يقدموا تحفة فنية امتازت بالحرفية العالية والدقة في نقل الاحداث التاريخية بحذافيرها، وان تسجل بصمة تاريخية في سجل الكنيسة ستشهد له الاجيال القادمة. شهادة النجاح لهذا العمل أتت من كل شخص حضره، معجبين ومهنيئين كل افراد طاقم العمل . كانت البسمة والفرح واضحة على وجوه الحاضرين الذين صفقوا وبحرارة عالية عند انتهاء العرض .

بدأت أحداث العرض بدخول يسوع الناصري مدينة اورشليم واستقبال الأهالي له مهللين وملوحين بأغصان الزيتون (الذي بات يعرف فيما بعد بأحد الشعانيين) ومن ثم لقائه بالتلاميذ .

مشهد العشاء السري وغسل أرجل التلاميذ من قبل يسوع، والتنبؤ بتسليمه من أحد تلاميذه كان في غاية الجمال ليأتي فيما بعد وبالفعل تسليمه للجنود من قبل يهوذا الاسخريوطي مقابل حفنة من المال. وأتى العرض الذي تلاه ليظهر ندم يهوذا لما اقترف من ذنب ندم عليه وإعدام نفسه بالشنق .

كيف لا فمحاكمة يسوع من قبل بلاطس البنطي والحكم عليه بالصلب كانت قد جسدت الواقع بحد ذاته.

القسم الرئيسي المهم في هذا العمل هو مشهد التعذيب وحمل يسوع لخشبة الصليب، مروره بالمدينة، إلحاق الإهانات به والتعذيب الذي تلقاه من الجنود، وصولا الى أطراف المدينة لتنفيذ مراحل الحكم به وإهانته على خشبة الصليب وطعنه بحربة للتأكد من موته وإنزال الجسد من على الصليب وإعطائه لذويه من أجل دفنه قد كان مشهداً في قمة الجمال والحرفية والاداء، شعر كل واحد منا بأنه يعيش الحدث بوقته في ذاك الزمان. لا بل فقد اطفت على هذا القسم من العمل السيدة مجدلين عواد كساب بصوتها الحنون بعض الترانيم رافقها بتقاسيمه الفريدة على العود فناننا المبدع السيد عفيف طعيسان، اضافة الى االمؤثرات الاضائية والصوتية روح الرقة والحنان، حيث أبكى الصغير قبل الكبير .
فقدان الجسد من القبر وصولاً الى ظهور يسوع المسيح لمريم المجدليه والتلاميذ ولقائه بمريم العذراء كان خاتمة العمل المسرحي .

في نهاية هذا العمل تفضل سيادة المطران بإلقاء كلمة تحدث من خلالها عن إعجابه بهذا الانجاز العظيم للكنيسة ومثنياً على كل شخص ساهم في هذا العمل وشارحاً قيمة موت فادينا يسوع المسيح على خشبة الصليب فداءً للبشرية .

نعم لقد أثبت هذا الجيل الصاعد من أبناء جاليتنا ان الانسان بقوة التصميم والارادة قادر على صنع المعجزات وجعل المستحيل أمراً سهلاً وواقعياً .

في الختام لم يبق لنا الا ان نتقدم بالشكر والامتنان الى كل فرد كان له الدعم المادي ام المعنوي لانجاز وانجاح هذا العمل. والجدير بالذكر ان الاعمال التاريخية هي الاصعب دوماً في التنفيذ. واذ لا ننسى تقديم كل الشكر والامتنان الى أهالي الشباب والصبايا، والى كل فرد تحمل عناء السفر لكي يتواجدوا في التدريبات والتحضير لهذا العمل على أمل اللقاء في أعمال أخرى.