Home

مراسم صلوات الجمعة العظيمة

غصت كنائس الأبرشية المترامية الأطراف بكثافة حضور المؤمنين للإشتراك بمراسم صلوات جناز ودفن السيد المسيح وتحدث الآباء الكهنة من منابر كنائسهم عن المناسبة، وعن الفداء الذي قدمه السيد المسيح لخلاص العالم من خطاياهم وعبودية الشيطان.

وفي كاتدرائية مار أفرام في بربانك تهافت المؤمنون زرافات ووحداناً، وصعب حتى تقدير عدد الحضور النسبي بل راح بعضهم بقوله ان العدد تعدى الألفي شخص الذين امتلأت بهم ردهات الكاتدرائية وقاعتها وباحاتها ومواقف السيارات وفي الشوارع المؤدية الى الكاتدرائية. وكانت السيدة عطية زوجة المؤمن ابراهيم شنكول قد تبرعت بالزهور والورود لتزيين تابوت السيد المسيح وقامت هي بذاتها في وضع هذه الزهور عليه بتنسيق جميل.

كما واهتم الأب كبرئيل حنا كعادته في تدريب كورال مار أفرام على تقديم التراتيل المناسبة وفاجأت الآنسة الفنانة السورية فرح يوسف المؤمنين بهمة المؤمن حسان مشمل بتقديم تراتيل الآلام بصوتها الرخيم مما أضفى على المناسبة رونقاً وبهاءً، كما وقدّم ابن الكنيسة الشماس سمير سعدو تراتيل الآلام بصوته العذب.

واشترك عدد كبير من الشمامسة بهذه الخدمة، حيث ترأس صاحب النيافة مار إقليميس اوجين مطران أبرشية غربي الولايات المتحدة يعاونه كاهني الكاتدرائية الأبوين الخوري عبدالأحد شارا والقس كبرئيل حنا، كما وحضر الأب القس أندراوس كاهن كنيسة القلب الاقدس للسريان الكاثوليك. كانت الأجواء خشوعية للغاية وتمّت صلوات جناز السيد المسيح برهبة بليغة، كما وارتجل نيافته كلمة لاهوتية رائعة تميزت بالبلاغة والعمق اللاهوتي والشواهد الكتابية وكانت كلمته واحدة من أروع ما قيل في هكذا مناسبات.

وكانت قمّة هذه الخدمة الدورة في الكنيسة وخارجها برعاية صاحب النيافة على وقع الموسيقى الحزينة لكشاف كاتدرائية مار أفرام، واشترك فيها الشمامسة أولاً ثم الكهنة ويليهم نعش السيد المسيح محمولاً على أكف الشمامسة وأخيراً نيافة المطران ويتقدمهم كلهم الصليب المقدس بينما كانت التراتيل المناسبة تصدح في الكنيسة وأرجائها وتسمع في الشوارع المحيطة بالكاتدرائية.

وقام نيافته بمراسم دفن السيد المسيح في المذبح من الناحية الخلفية ثم أقيمت الصلوات النهائية، وبقيت جموع المؤمنين الغفيرة محتشدة في باحات وقاعة الكاتدرائية الى ساعات متأخرة من الليل وكان فرح ومرح والكل يتحدث عن روعة هذه المناسبة الجليلة.