Home

سنتان ونصف على حادثة اختطاف مطراني حلب المشبوه

سنتان ونصف ونيف مرّت بكل ما فيها من آلامٍ وأوصاب، سنواتٌ كاد الأمل يُفقَد من قلوب السريان ومسلمين ومسيحيين أينما كانوا في كل العالم العربي وأوروبا الشرقية منها والغربية والولايات المتحدة وكندا مَن عزَّ عليهم الاختفاء المشبوه لهذَين الحبرَين الجليلَين اللذَيْن تركا بصماتٍ موسوماتٍ بالعلم والعُرفان والإيمان والفضيلة.

سنواتٌ عُجاف فيها الحنظل وفيها ألمُ الإنتظار المُر لحبرَين ما عودا معارفهما إلا عناوين المحبة والفهم الحقيقي لواقعِ مجتمعٍ مُحدَّدٍ إِنْ كان على منابر الكنيسة او في المحافل الاجتماعية على اختلاف مِللها ونِحَلِها. أنهما قائدَين للكلمة الحلوة والخبر السار والبشرى المفرحة ولطالما تغنت المنابر بأقوالهما وفلسفتهما ونزعاتهما الآيلة دوماً للتوجه نحو السلام المنشود والحضارة العلمانية المبنية على القِيَم المسيحية.

وقد يتساءل القارئ مَن قام باختطافهما! لماذا أُخُطِتفا! مَن المستفيد من هذا العمل المشين! أين هما الآن! هل هما حييَن او العكس الاليم! لماذا لم تتدخل شعوبٌ عربية يعنيهم اختفائهما، بل دولٌ عالمية عرفتهما بمبادئهما ومواقفهما الهادئة الداعية أبداً للخير والمحبة على أسس هادفة للتعايش بين كل المجتمعات والطَبقات الاجتماعية بمستوىً واحدٍ يدعو الى المجتمع المثالي طبقاً لما جاءت به ودعت اليه الأديان السماوية. المجموعة او الأفراد الذين قاموا بهذا العمل الخسيس ليس هم إلا مجموعة نزعت من ذاتها كل ماله علاقة بالاخلاق والقِيَم، وقامت ولازالت تعيش على إيذاء الآخرين بغض النظر عن ميولهم ومبادئهم.

لازالت النفوس مشرئبة بشوق ما بعده من شوق الى العُلى الى رب الكون أن يحفظهما سالمَين، ويعيدهما الى شعبيهما والى كل محبيهما سريعاً ويتوجهما بهالةٍ من النصر، نصرُ الخير على الشر، نصرُ الحق على الباطل، نصرُ السلام على الغوغائية.

لازالت الادعية والصلوات تُرفع من كل حدبٍ وصَوب لرب السلام والخير ان نرى ونلمس وجود هذَين الحبرَين سريعاً بين ظهرانينا. ان الرب يسمع ويستجيب لخائفيه، انه يُمهِل ولا يُهمِل. أننا إليك ملتجؤون يارب الرحمة علَّك ترحم القلوب المتعطشة الى رحمتك والطالبة من حنانك ان ترعى هذين الحبرَين وتعيدهما الى كنيستيهما سالمَين.