Home

صدد في قمة الأحداث ثانيةً

تناهى إلينا منذ بداية هذا الأسبوع أخباراً أقلقتنا كثيراً وجعلتنا نعيش في حَيرةٍ واندهاش، اخباراً عن بلدةٍ ذُكِرَت في الكتاب المقدس مراتٍ عديدة، ونحن نتباهى ونفتخر بها كونها حافظت ولا زالت على سريانيتها لغةً وتأريخاً وتقليداً.

صدد، أم القرى، وسيدة البلدات المحيطة بها بما زخرَت من علماء وأدباء وملافنة، وبطاركة ومطارنة ورهبان وقُسُس وشمامسة، صدد البلدة التي ازدهرت فيها المدارس والمعاهد والمؤسسات الاجتماعية والدينية وكثُرَت فيها الكنائس التي تعجُّ بالمصلين على مدار ايام الأسبوع.

ويشهد التأريخ على مدى أهمية هذه البلدة العزيزة، فهي عاصمة كُلُّ القرى المحيطة بنتاجها الفكري ونشاطات اَهلها في كل الميادين الزراعية والصناعية واثبتت وجودها بالنخبة المثالية من الشبيبة الذين اختاروا الاختصاص العلمي فمنهم الأطباء والمهندسين والمحامين من الجنسَين، وحيثما توجهوا في أقطار الدنيا يفاخرون بأصالتهم وانتمائهم الى بلدتهم الحبيبة المباركة.

صدد... تعاني اليوم أحلاماً مزعجة فقد أحاطها الاشرار من كل حَدبٍ وصَوب، أناسٌ فقدوا الانسانية من قلوبهم وخَلَت نفوسهم من كل معاني الأخلاق ولهم تأريخٌ في الاعتداء على الأبرياء وقتل الضعفاء وقطع رؤوس المنادين بيسوع المسيح مخلصاً، هدموا الكنائس التي يعلوها صليب الفادي. هذا ما فعلوه في قرية (القريتَين) المجاورة لبلدة صدد حيث اجبروا السريان على اعتناق دينٍ غريب او دفع الجزية او مغادرة القرية كلياً تاركين وراءهم أملاكهم النقدية والعينية ، بل هدموا الكنائس وحطموا الصلبان ودمّروا دير القديس مار اليان التأريخي الذي يعود بناؤه الى بداية المسيحية. كل هذا وغيره الكثير بدافعٍ من الحقد والكراهية على كل ما هو ضد مبادئهم ودينهم. ولكن ايُ دينٍ هذا ينادي بالحقد والكراهية على الآخرين !!!!

واليوم نرى هؤلاء الاشرار قد أحاطوا كل من البلدتَين الحبيبتَين صدد والحفر... وهم يسعون لتحويلهما ديناً وثقافةً وأدباً الى مقوماتٍ أخرى بعيدة عن المسيحية وآدابها. لذا رأينا شرفاء وشبيبة هاتين البلدتَين ينقلون اطفالهم ونساءهم وبناتهم وشيوخهم الى كلٍ من فيروزه وزيدل للحفاظ عليهم من شرور هؤلاء الذين لا وازع لهم ويفترسون الأخضر واليابس، نقلوهم الى حيث احتضن اَهلها هؤلاء الاحبة المظلومين قسوةً وعنفاً.

نتوجه الى الرب ان يغدق على قرانا في شرقي مدينة حمص بالامان والسلم ويُبعِد عنها ظلم العتاة والأشرار ويحفظ هؤلاء الأبرياء من كل شر، بل نتوجه الى كل المؤمنين ان يقدموا الصلوات والتضرعات الى المولى ليعين كل المظلومين ويبعد عنهم الاشرار والحساد بنعمته تعالى.