Home

قداسة سيدنا البطريرك المعظم مار اغناطيوس أفرام الثاني يقوم بزيارة تفقدية إلى بلدة صدد السريانية

صباح يوم الخميس 5/تشرين الثاني/2015 قام قداسة سيدنا البطريرك المعظم مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع بزيارة أبوية تفقدية لأبنائه في بلدة صدد والذين يعانون منذ أيام للهجمات الغادرة والشرسة من قبل تنظيم داعش الارهابي التكفيري.

وكعادته الأبوية يسابق قداسته الزمن ليسرع ويكون مع أبناء شعبنا السرياني في أية بقعة جُرحوا فيها. كيف لا وها هو يأتي ملماً للجراح، معزياً بالشهداء، يمد يد الخير والمساعدة قدر المستطاع. فهاهو من صدد إلى العراق ومن ثم إلى أهل القريتين ليعود إلى صدد ثانية يضم أبنائه، ويرفع أكف الدعاء للرب ليزيل غيوم الحرب عن الشعب المؤمن، ويحمي الإله أرضنا، ويستجب للصلوات من كل القلوب.

وحين وصول قداسته في الزيارة التي رافقه أيضاً فيها نيافة الحبر الجليل مار تيموثاوس متى الخوري السكرتير البطريركي وسيادة الأسقف موريس عمسيح مدير البروتوكول في البطريركية. استقبل راعي الأبرشية نيافة الحبر الجليل مار سلوانس بطرس النعمة وعدد من الآباء كهنة صدد والأبرشية، وتوجّه موكب قداسته باتجاه كنيسة مار ميخائيل في صدد ليترأس نيافته صلاة الجناز على الشهيد البطل (جرجس الخليل – القس) الذي استشهد ليل البارحة 4/تشرين الثاني/2015 إثر إلقاء الارهابيين عدداً من قذائف الهاون على البلدة.

وخلال الصلاة ارتجل نيافته كلمة واسى فيها قلوب الحاضرين من خلال كتاب الرب يسوع، وأكّد أن الجرح لعميق والكأس مريرة جداً، إذ أن المسيحيين يعانون كثيراً في شرقنا الحبيب، وصدد خصوصاً قدمت كثيراً وكثيراً جداً ثمناً غالياً دفاعاً عن إيمانها المسيحي السرياني الأرثوذكسي، ولازال شعبها يقدم الشهداء الذين يسفكون الدماء الطاهرة على مذبح الشهادة لتبقى راية صدد خفاقة تعلو في سماء سوريا، وأكّد لزوجة الشهيد وولديه الصغيرين وأهله وذويه أن لاتحزنوا كباقي الذين لا رجاء لهم، لأن رجاءنا عظيم بأن الموت في المسيحية هو رقاد، ولابد أن ينجلي سواد هذه الأيام وتأتي أيام الفرح من جديد. وشكر قداسته أهالي صدد على صمودهم وتحديهم لهذه الظروف الصعبة. وحيَّا أسر الشهداء في صدد التي قدّمت مائة وعشرون شهيداً، وناشدهم بالبقاء في الأرض والتشبث فيها وعدم الهجرة. وشكر كل الذين جاؤوا للدفاع عن البلدة والمنطقة من الجيش ومن ساندهم من كافة الأحزاب والفصائل، وترحّم على أرواح الشهداء.

بعدها ارتجل نيافة راعي الأبرشية مار سلوانس بطرس النعمة كلمة شكر فيها قداسة سيدنا البطريرك المعظم مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم على هذه اللفتة الأبوية والمعزّية لأهالي صدد والمساعدات المعنوية والمالية والعينية التي قدمها قداسته، ومتابعته مع الجهات المعنية الأحداث في البلدة . شاكراً قداسته على تقديمه مأدبة غداء لحوالي /2000/ شخص لكل المساهمين في حماية صدد. وشكر أيضاً أصحاب النيافة والوفد المرافق لقداسته. كما وشكر هيئة مار أفرام السرياني البطريركية للإغاثة على متابعتها حاجات البلدة في صدد وفي دمشق وكل الجهات التي تواصلت مع البطريركية لمساعدة أهالي صدد والحفر.

ومن ثم شكر الأب القس ميخائيل الخليل كاهن كنيسة مار سركيس وباخوس في صدد باسمه وباسم العائلة وآل الخليل قداسته والوفد المرافق على ترأسه صلاة الجناز وكلمات التعزية.
وقام قداسته بعدها بجولة تفقدية على بصمة شباب صدد، ومستودعات الغذاء. وزار قداسته أبطال الجيش العربي السوري وأبطال الحزب السوري القومي الاجتماعي وكتائب البعث ونسور السريان السوتورو القادمين من القامشلي الذي أتوا ليؤازروا إخوتهم في صدد، وكافة القوى الدفاعية الذين وكل ساعة كانوا يحرزون تقدماً ميدانياً سريعاً بالرغم من خطورة المكان وظروف الطقس القاسية .

وزار قداسته بعدها قرية الحفر واجتمع مع فصائل الدفاع من كتائب البعث وغيرهم، وشكرهم على وقوفهم إلى جانب الجيش العربي السوري في الدفاع على بلدتهم ووطنهم وعلى الثبات والصمود والتشبث.

وفي ختام الزيارة شكر نيافته صاحب القداسة على محبته داعياً الله أن يحفظ قداسته. ومن ثم غادر صاحب القداسة بالسلامة عائداً إلى دمشق.