Home

احتفالاتٌ ولا أروَع

غمرَت الفرحة وعمَّت مظاهر السرور في أجواء الكنسية السريانية الأورثوذكسية على وسع أبرشية غربي الولايات المتحدة مؤمنين وزينات ومباهج وأضواء تعكس واقعاً يمتاز عن كل المناسبات الاخرى كون هذا الواقع يجسِّد بداية الخلاص والفداء الموعود به قبل الآلاف من السنين، بل منذ اللحظة الاولى لسقوط ابينا آدم في الجنة حيث وعَده خالقه بانه من نسل المرأة سيأتي مَن سيعيده الى أحضان الخالق بعد عصيانه على إرادة خالقه.

وقد عَلَت الزينات على أنواعها والأضواء المختلفة الألوان فوق المحال التجارية وفي الشوارع وعلى واجهات البيوت وداخلها. بل ودخلت أشجار الميلاد المنازل وهي تزدان بأبهى حللها وتفنن أصحابها في إضفاء زخرفاتٍ وألوان عديدة من وسائل تجميلها، وراح الأطفال يعدّون ويحصون الهدايا التي وضعها سانتا كلوز (الوالدَين) تحت شجرة الميلاد ينتظرون ليلة ميلاد الرب ليحصلوا على هداياهم.

وفي كنائسنا المقدسة سعت المؤسسات بدورها ان تحتفل مع اطفال الكنائس بأسلوبهم الخاص حيث جاء سانتا كلوز ووزع الهدايا على الأطفال بين فرحة الأهل والأقرباء والمصلين. كلٌ يعبِّر عن استعداده لاستقبال مولود بيت لحم باسلوبٍ خاص والغاية منها إظهار الاستعداد الكامل لاستقبال المولود الموعود، المخلص والفادي. وقام سانتا كلوز في الكنائس يوزع الهدايا المنوعة على جميع الأطفال، وخصصت الكاتدرائية يوم الاحد المصادف 13 كانون الاول ليوزع سانتا كلوز هداياه على اطفال الكاتدرائية، حيث شارك الكشاف السرياني العائد للكاتدرائية وكعادته ابدع وتفنن في تقديم احلى وأروع الموسيقى بهذه المناسبة المقدسة. وقد تعدى عدد الأطفال الذين حضروا المائة ونيف.

وقبل وصول عيد الميلاد كان نيافة الحبر الجليل مارإقليميس اوكين قد عبَّر عن محبته وأمنياته لابناء الابرشية برسالة وجهها عِبر الصفحة الالكترونية الناطقة باسم الابرشية وفيها تحدث نيافته عن مدى سروره بالنجاحات والتحام المؤمنين بكنيستهم وبمدبريهم ورعاتهم. وكان لها وقعها الكبير في نفوس ابناء الابرشية، وراعيهم نيافة المطران يتواصل معهم بكل الوسائل في زياراته المتواصلة الى كنائسهم والاطمئنان عن قربٍ عن احوالهم وتقدم الكنيسة.

وتبارى الآباء الكهنة في تقديم خدماتهم الروحية في هذا العيد كعهدهم في بقية الآحاد والمناسبات وقام الجميع بما يتوجب عليهم حسب توجيهات نيافة المطران الذي كان ومايزال يُظهر تقديره لتمسكهم برسالتهم الكهنوتية والاداء الرصين في خدمتهم لابناء الكنيسة كلٌ في كنيسته .

وفي كاتدرائية مار أفرام غصَّت الكاتدرائية بوسعها الرحب وباحاتها وقاعتها الكبرى بالمئات العديدة من المؤمنين وأطفالهم. وترأس نيافة الحبر الجليل مار إقليميس اوكين القداس الاحتفالي الكبير ليلة عيد الميلاد على مذبح كاتدرائية مار أفرام يعاونه كاهنَي الكاتدرائية الخوري عبد الاحد شارا والاب القس كبرئيل حنا وخدمته مجموعةٌ من الشمامسة ورتلت جوقة المرتلات ألحانا وترانيم جميلة تليق بالمناسبة وقدَّم نيافته معايدته لكل مؤمني الابرشية وبخاصة مؤمني الكاتدرائية متمنياً للجميع كباراْ وصغارا من الايام أحلاها ومن السنين عديدها ومن الأشغال أوفرها.

قرأ نيافته رسالة الميلاد باللغتَين العربية والانكليزية والتي عممتها سكرتارية البطريركية الجليلة على كافة الكنائس السريانية في العالم وقد حملت رسالة قداسته هذه أمنياته وصلواته لينشر مولود بيت لحم السلام المنشود بين الامم والشعوب وبخاصةٍ في شرقنا الحبيب ويعيد مطراني حلب الجليلَين مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم ومار بولس يازجي.

وتقدم أغلبية المؤمنين لتناول القربان المقدس وبعد القداس تهافت المؤمنون لتقديم معايدتهم لنيافته في القاعة المخصصة وكانت الفرحة تعلو وجوه الجميع وهم يسمعون نيافته يرد عليهم بالدعاء لحفظهم واولادهم ويمتعهم بأعيادٍ حافلة بكل المسرّات.