Home

هذا ما أرجوه لكم يا احبائي في المسيح وقد دخلنا عاماْ جديداً

أعزائي بالرب الكهنة والمجالس الملية وكافة المؤسسات الكنسية وعموم ابناء أبرشية غربي الولايات المتحدة ...

انها سنةٌ جديدة، تحمل احلامنا، ومع هذه الأحلام الجديدة سنةٌ مضت مع كل ما فيها من آلام شعبنا السرياني والعربي في كلٍ من سوريا والعراق ومصر ولبنان. نتطلع الى آفاق العام الجديد بأمنياتٍ مؤمنة بقدرة الله عزَّ وجلَّ، على ان يغيِّر الأوضاع السابقة والراهنة ويزيل مسبباتها (فيعيش الأسد مع الخروف).

كم كان عاماً مؤلماً بما راح فيه من ضحايا، كم كانت أياماً محزنة بما أُريقَت فيها من دماءٍ بريئة، دماءُ اطفالٍ ونساءٍ وعُجَّز ومعوقون. كم كانت ظروفٌ شاقة ومتعبة فيها دُكَّت صروحٌ وبيوتٌ وغدا أصحابها يعيشون في العراء إن بقَوا أحياء وإلا تُرِكَت اجسادهم النحيلة التي غادرتها الأرواح نتيجة صاروخٍ او رصاصات طائشة عُرضةً للتمزيق والاهتراء في الأزقة. كانت سنةُ اوجاعٍ مرة وحسراتٍ أليمة وتنهداتٍ بليغة وصمتُ الموت الرهيب. اندثرت الضحكات من شفاه الأطفال والكبار وأصبحت هذه الابتسامات غريبةً عن هذه المجتمعات التي اكتست بالحزن والهموم والآهات اللامحدودة، وبدلاً من أشجار الميلاد المزينة بكل دلائل الفرح والبهجة، عَلا الوجوم والالم كل النفوس، وماتت الأحلام وماتت مخططات المستقبل العائلية التي كانت تتطلع لأيام ربيعية تحلو فيها الزهور برياحينها، والورود بأريجها.
تشتهر الشعوب عامةً حيثما كانت، وهي تحاول ان تنسى الأحداث المؤلمة طمعاً بأخرى مفعمة بالأفراح والمسرات، ونحن نتطلع جميعاً لهذا العام ان يكون من الأعوام أحلاها ومن السنين أفضلها ومن الايام أجملها.

أصلي من أعماقي للعالم اجمع ان ينتشر فيه السلام والطمأنينة، ان يزول الحقد والكراهية، ان تولدَ مشاعر بريئة في النفوس، ان يتمنى الكلُ للكلِ كلَ الخير، ان نستأصلَ نزعة البطش والقتل من النفوس، ان نصرخ من أعماقنا (اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون)، ان نؤمن (ان الأشياء العتيقة كلها قد مضت وها الكل قد اصبح جديدا)، ان (نحب لغيرنا ما نحبه لذواتنا)، ان (نحبَ أعداءنا ونبارك لاعنيننا).

اتوجه إليكم يا ابنائي الكهنة بصلواتي وانا فخورٌ بكم بما تقدّموه من خدماتٍ لرعاياكم وسهركم المتواصل على امورهم الروحية منها والاجتماعية، إليكم يا كل المجالس الملية والمؤسسات الكنسية والاجتماعية على كل الإنجازات التي تعملون دوماً لتحقيقها وتقدمونها بكل تفانٍ واخلاص، إليكم يا ابنائي في كل كنائس أبرشية غربي الولايات المتحدة أدعيتي لكم ولأولادكم بان تكون أيامكم كلها عزاً وكرامة وتوفيق، وان تكون الكنائس عامرةً دوماً بالمؤمنين المحبين لكنائسهم ولرعاتهم.

اصلي ليحفظ الرب قداسة ابينا البطريرك مار إغناطيوس وكافة أحبار المجمع المقدس وسائر الكهنة والمؤمنين في كافة أنحاء العالم.

لنصلي جميعا صلاة واحدة للرب ان ينشر سلامه في العالم اجمع ويعيد مطرانَي حلب مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم والمطران بولس يازجي الى مركزيهما سالمين. والرب يكون معنا جميعاً آمين.
المطران اوجين قبلان
النائب البطريركي لأبرشية غربي الولايات المتحدة