Home

عزيزٌ في عيني الرب موت أتقيائه

أميرٌ من أمراء الكنيسة هوى، وحبرٌ من أحبارها وارى الثرى. انه سيادة المثلث الرحمات مار اثناسيوس أفرام برصوم، مطران أبرشية بيروت سابقاً والمتقاعد نزيل مدينة سنترال فُلس ـ في ولاية رودآيلند الامريكية لاحقاً.

عرفته الكنيسة حبراً جليلاً، ميّزه الرب بمواهب أخلاقية وعلمية وإدارية بل صاحب صوتٍ رخيم للغاية، وعرفته المنابر الكنسية بمواعظه وبمحاضراته العديدة في شتى المواضيع الاجتماعية والكنسية اللاهوتية منها والمدنية. اختارته أبرشية بيروت عام 1964 ليكون مطراناً لها خلفاَ لنيافة مار ديونوسيوس بهنام ججاوي.

عُرف المثلث الرحمات بحكمته وبُعْد نظره والتروي الشديد في إصدار رأيه وأحكامه ولا سيما خلال الحرب الأهلية الشرسة في لبنان (1975-1990) حيث دافع دفاعاً مستميتاً عن ابناء الكنيسة ليجنبهم الدمار المخيف آنئذٍ الذي أوشك ان يلتهم الأخضر واليابس. وكفاه فخراً انه تتلمذ على البطريرك الراحل العلامة مار إغناطيوس أفرام الاول برصوم.

نبكي اخلاقه وعلمه وحكمته، نتذكر مواقفه في كثيرٍ من أمور الكنيسة العامة. ونحن نلتجيء للرب ان يكافئه على ما قدمه للكنيسة. رحل وهو يردد قول بولس الرسول (جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعي حفظتُ الإيمان فوضِع لي إكليل البر).

نيافته في سطور
مثلث الرحمات المطران أفرام برصوم من مواليد حمص تشرين الأول 1932. تعمّد في كنيسة أم الزنار، وانتقل مع عائلته إلى القامشلي، ثم درس في الكلية الاكليريكية بالموصل لمدة خمس سنوات.
دعاه مثلث الرحمات البطريرك افرام الأول برصوم للخدمة في البطريركية آنذاك في حمص.
سنة 1960 سافر إلى الهند كمعاون بطريركي.
سنة 1964 تم تعيينه نائباً بطريركياً على أبرشية لبنان، في سنة 1965 تمت رسامته مطراناً لبيروت وزحلة.
سنة 1990 قلّده مثلث الرحمات البطريرك زكا الأول عيواص وسام مار اغناطيوس النوراني.
سنة 1991 قلّده فخامة الرئيس اللبناني الراحل الياس الهراوي وسام الأرز من رتبة كومندور.
تقاعد منذ سنة 2008 لكنه استمر في حضور المجمع المقدس كمستشار بطريركي.
لمثلث الرحمات المطران برصوم عدة مؤلفات منها: عبر في سير ــــ من عيون الأدب السرياني ـــ المواعظ على مدار السنة- الانجيل كما فسره السريان- سلسلة للتعليم المسيحي 8 أجزاء.

رحم الله فقيد الكنيسة الغالي وليكن ذكره مؤبداً، ولتكن صلاته معنا.