Home

أحبائي بالرب، مؤمني أبرشية غربي الولايات المتحدة الأفاضل

اليوم بدأ الصوم المبارك ليذكّرنا بأربعين يوماً صامها الرب يسوع المسيح قبل ألفي سنة ونيف، وهذا الصوم يحمل بين طياته معاني الانسحاق القلبي والابتعاد عن كل ما من شأنه ان يوقعنا بحبائل وإشراك ابليس الذي كان وما زال وسيبقى عنواناً للخطيئة وملاحقا للمؤمنين أينما حلوا ليُبعدهم عن مخلصنا يسوع المسيح.

اليوم خصصته الكنيسة ليكون عنوانَ توبةٍ ومسامحةٍ، فيتهافت المؤمنون مع رؤوساء الكنيسة والكهنة بالركوع والسجود امام مذبح الرب، يقدمون الطاعة والخضوع الكاملَين لإرادة الرب فيسامح الكبير الصغير، ويعلِّم الرؤوساء ابناءهم كيفية المسامحة الحقيقة لا قولاً فقط وإنما بالفعل الكامل طبقاً لقول الرب ( ليرَوا اعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات) .

هذه المناسبات الروحية تتفاعل مع أحاسيس المؤمنين وصدق توبتهم، فتجعلهم يتقربون الى الانصهار الكلي في عمق هذه المناسبات بما فيها من صلواتٍ وخشوعٍ كلي وعودةٍ الى ينابيع الإيمان والتقوى والى جذور تعاليم السيد المسيح ورسله الاطهار. ولقد ذكر ويذكرنا الكتاب المقدس بالإنذار بضرورة العودة الى ينابيع الإيمان بقوله ( توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات) .

فالمؤمنون كل المؤمنين مدعوون اليوم لأن يعودوا الى الرب في حياتهم اليومية، العائلة ورأسها، المجتمع بكل مقوماته، الكنيسة بكافة مؤسساتها، الكهنة والشمامسة والشماسات وخدام الكنيسة، اليوم وليس غداً التوجه الى ابوابِ رحمة الله وهو القائل الواعد (اقرعوا فيُفتَح لكم). فلنمزق قلوبنا لا ثيابنا حسب قول النبي.

دعوة لأبنائنا أينما كانوا في واسع ابرشيتنا ان نعمل جميعاً، ان نقوم بالإرشاد والتوجيه السليم للسير في طُرُق الرب ليكون الرب معنا، فيشفي مرضانا، ويوسع في رزقنا، وينشر سلامه في بلادنا المضطربة، ويهدينا الى السواء السبيل، ويحفظنا من الموبقات والامراض النفسية والجسدية، وينير مساعينا الآيلة لحياةٍ كريمة. انه نِعمَ السميع وخير مجيبٍ. جعلكم الرب منائرَ خيرٍ وبركةٍ، وهداكم للعمل بجدٍ وجدارة ليكون صومكم مقبولاً، وصلواتكم مسموعة وطلباتكم مستجابة.
+ اقليميس أوجين قبلان