Home

الذكرى الثالثة لغياب المطرانَين مار يوحنا ابراهيم ومار بولس يازجي

انها عَبَرَتْ، ، ولكنها مرت بحسراتٍ وآهاتٍ وصلوات. بكينا وبكَوا على ثلاثة سنوات منذ ان اختفى كلٌ من المطرانْين العزيزَين مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم ومار بولس اليازجي، وما زالت الصلوات تُرفَع في المعابد والكنائس على اختلاف مذاهبها تقرع ابوابَ السماء مرددةً ما تتلوه جماهير المؤمنين.

لا لذنبٍ اقترفاه، ولا لجريمةٍ ارتكباه، ولا لواجبٍ قصَّرا في ادائه، بل جالا أقاصي المعمورة وعلى وجهيهما ابتسامة المحبة وفي قلبيهما صدق المشاعر وفي ضميريهما عمق الوعي والإحساس بآلام مؤمني كنيستيهما وشعبيهما المقهور والمغلوب على أمره. شعبٌ فُرِضَت عليه حربٌ شعواء لا قرار له فيها ولا مصير، فراح البريء مع المذنب واختفى الصالح مع الطالح، وعَبَث الاشرار بكل شيء. حطموا الكنائس والمعابد، وقتلوا رجال الدين باسم الدين، وشردوا الناس من بيوتهم، وباتت الأطفال بلا مأوى والشيوخ تموت في الأزقة بلا اهتمامٍ بشيخوختهم، ودكّوا البيوت والمنازل وساووها بالأرض، وباتت التربية الدينية والبيتية في خبر كان، واعتدوا على النسوة وأباحوا لذواتهم القيام بكل ممنوعٍ ومحرّم، كذلك باسم الدين. فالويل لهم من هذا الدين الذي أوصل البلاد الى أسوأ الأحوال ومقطَّع الأوصال، وغدَت تلك البقاع من الدنيا غابات للوحوش البشرية بعد ان كانت موئلاً للسلام والمحبة والإخاء والعيش المشتَرَك. كلٌ يعيش على دينه ويحافظ على مبادئه ضمن القانون والوازع الضميري.

أجل، ثلاثة سنوات عبرَت ولم نتوقف إطلاقاً على تقديم الصلوات على مذابح الكنائس واشعال الشموع والالتجاء الى الرب علَّه يُعيد الى الكنيسة بهائها، والى القلوب إطمئنانها، والى البلاد سلامها والى النفوس استقرارها، بل ويعود اميرَي الكنيسة الأورثوذكسية المطرانَين الجليلَين الى كنيستَيهما سالمَين فتعمُّ الافراح ديارنا وتبتهج القلوب برؤياهما وتُرفَع الصلوات، صلوات الشكر للرب الحنَّان الرؤوف.

من هنا من كاتدرائية مار أفرام، القلب النابض لأبرشية غربي الولايات المتحدة، نرفعها صلاةً، مطراناْ وكهنةً وشمامسة وكل المؤسسات الدينية والاجتماعية ومؤمنين حيثما تواجدوا، اجل نرفعها صلاةً قلبية ليكون الرب حافظاً وناصراً للمطرانَين الجليلَين ويعيدهما راعييَن لمؤمنيهما. آمين.