Home

زيارة قداسته التأريخية الى كاتدرائية أبرشية غربي الولايات المتحدة

كان مساء الأربعاء 2 تموز 2014 موعداً مباركاً في كاتدرائية مار أفرام للقاء إمام الأحبار والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني الذي قرّر ترؤس مؤتمر الشبيبة السريانية للأبرشيتين الغربية والشرقية من الولايات المتحدة والتي استضافته كنيسة القديس مار بطرس في مدينة جلندورا والمنعقِد من 3 إلى 6 تموز.
وعلى مدى أسابيع معدودة تكثفت خلالها اللقاءات والاجتماعات لتنظيم وترتيب وصول وحضور وترؤس قداسته لهذا المؤتمر السنوي، قامت المجالس الملية في الكاتدرائية والجمعيات النسائية والكشاف بهمة ورعاية نيافة مطران الإبرشية مار إقليميس أوجين وكهنة الكنائس المحلية بوضع البرامج اللازمة وتهيئة الاستقبال اللائق للقادم باسم الرب والعمل ليلاً نهاراً لتنظيم هذه الزيارة التأريخية.
وفي الوقت المحدد لوصول قداسته الى مطار لوس أنجلوس كان في استقباله صاحب النيافة مار إقليميس أوجين ومار تيطس يلدو مطران الكنيسة الهندية في الولايات المتحدة وكهنة الأبرشية وجمهور من المؤمنين، وتقدم موكب قداسته أربع دراجات نارية من الشرطة بدءاً من المطار حتى وصول الموكب الى دار الكاتدرائية، حيث اصطف عدد كبير من المؤمنين بلهفة بالغة يتقدمهم كاهنا الكاتدرائية الخوري عبدالأحد شارا والقس كبرئيل حنا وكهنة الأبرشية وفرقة الكشاف السرياني وأعضاء المجلس الملي للكاتدرائية لهذا الاستقبال. وتقدمت صبيتان من الكشاف حال نزول قداسته من السيارة الليموزين بتقديمهن له باقة ورود باللونَين الاحمر والاصفر، كما وتقدم نائب رئيس المجلس الملي للكاتدرائية وأحد أعضائه وتباركا من قداسته مرحبين بوصوله الى الكاتدرائية، وعلى السجادة الحمراء التي امتدت من الشارع العام الى مدخل الكاتدرائية سار قداسته وراء رتل كبير من كهنة الأبرشية وممثلي الطوائف الشقيقة والشمامسة وجوقة المرتلات وهي ترتل انشودة الترحيب بأحبار الكنيسة على أنغام الموسيقى الكشفية. وما أن دخل الموكب الى الكاتدرائية حتى علت الاهازيج والتصفيق الطويل بهجة وفرحاً ودمعت عيون البعض وهم يرون خليفة القديس مار بطرس فيما بينهم. انها لبركة عظيمة حلَّت علينا ولحَدَث كبير وكبير جداً أن نرى ما نراه يقول احد المؤمنين.
ودخل قداسته وأصحاب النيافة المطارنة الى المذبح حيث ترأس صلاة خاصة بعد ان لبس الحُلة البطريركية وعلى الأثر القى نيافة راعي الأبرشية بالسريانية والانكليزية كلمة قيّمة جداً بدأها بالترحيب بقداسته باسمه الشخصي وباسم أبرشية غربي الولايات المتحدة والتي تشمل ما يقارب العشرين كنيسة، كهنة ومؤسسات وجمعيات معبراً عن شعوره بالفرح الفياض بأن يتبوأ قداسته عرش انطاكية العظيم بما اعطاه الرب من مواهب إدارية وثقافية واتصالات دينية واجتماعية وعلى كل المستويات المحلية والعالمية ومتمنياً لقداسته قضاء أيام سعيدة وهو يترأس مؤتمر الشبيبة السنوي والذي استضافته هذا العام كنيسة القديس مار بطرس في مدينة جلندورا.
ثم اعتلى قداسته المنبر وارتجل كلمة باللغات الثلاثة السريانية والإنكليزية والعربية وبارك المؤمنين وشكر مطران الابرشية والكهنة وكل المؤمنين على هذا الاستقبال المهيب. ولقد ذكَّر المؤمنين بالاحداث التي تمرّ في بلادنا العزيزة وبخاصةٍ في سوريا والعراق حيث قام شخصيا بزيارة المواقع المتضررة في كلٍ من هذين البلدَين وتفقد شؤون وشجون ابناء الكنيسة وبعث التعزية في قلوبهم مشجعاً اياهم على الثبات في أرضهم.
تلا ذلك توافد المؤمنين لتقبيل الصليب المقدس ونيل بركة قداسته وقد تعدى عدد المؤمنين المتواجدين زهاء الألف مؤمن الذين غصت بهم الكاتدرائية وباحاتها وقاعتها الكبرى وعلى مدى الثلاث ساعات ونيف.
ومن الكاتدرائية الى قاعتها حيث امتدت سجادة حمراء سار قداسته على أنغام الموسيقى الكشفية وهي تصدح وترنم انشودة الترحيب باحبار الكنيسة وبارك الفرقة الكشفية على ما قدمته من موسيقى. وكان مجلس ملي الكاتدرائية قد زين الباحة بيافطة كبيرة عليها صورة قداسته وكُتِب عليها باللغات السريانية والعربية والانكليزية الآية: مباركٌ الآتي باسم الرب. وبواحدةٍ أخرى لصورة المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم والمطران بولس يازجي المختطفَين قسراً.
وكانت الباحة والقاعة غاصة بجموع غفيرة جداً من المؤمنين، ثم دخل قداسته الى القاعة ليجلس على المنصة الكبرى المكسوة بالسجاد الاحمر وقد هيأت جمعية السيدات الطعام والحلويات بكمياتٍ كبيرة جداً. حيث تناول الجميع طعام المحبة وأُخذِت صورٌ تذكارية مع قداسته وكانت صورة قداسته الضخمة والكبيرة المتدلية من السقف العالي قد لفتت انظار الجميع.
وتأثر قداسته بمنظر اطفال المدرسة الأحدية في الكاتدرائية الذين بلغ عددهم زهاء الخمسين والذين جاؤوا ليتباركوا من قداسه حيث قبلهم فرداً فرداً واحتضنهم واغرورقت عيناه فرحاً بهم.
كلمة أخيرة لا بد منها. فلقد أثبتت هذه الكاتدرائية بما قدمت من تنظيم وتنسيق دقيق لكل مجريات استقبال قداسته والبرامج التي رافقت وصوله وبقاؤه في الكاتدرائية عن عمق وصلابة ايمان المؤسسات بكنيستهم ورئاستها المتمثلة بنيافة المطران مار إقليميس اوجين. فقد اهتم نيافته وكاهنا الكاتدرائية بالاجتماعات التي دعا اليها المجلس الملي للتنسيق والعمل على ان تكون زيارة قداسته مميزة وتأريخية. ويعود الفضل الى وعي أعضاء المجلس الملي المتمثل بنائب الرئيس السيد زاهر هواره وكافة الاعضاء الافاضل. وقد قام المجلس بعملٍ دؤوب بارشادات نيافته لتكون هذه الزيارة تأريخية بكل ما لهذه الكلمة من معنى. ووزع المجلس اعضاءه في الكنيسة لتنظيم جلوس المؤمنين وتأمين راحتهم بينما راح آخرون في تنسيق الأمور الأخرى في باحة الكاتدرائية والقاعة.
وبدورها قامت جمعية السيدات متمثلة برئيستها السيدة لودي عبد النور تعاونها سيدات فاضلات بتهيئة أنواع عديدة وبكمياتٍ كبيرة من الاطعمة والحلويات وُضِعت على ست طاولات كبيرة. كما لا ننسى شكر جوقة المرتلات لأدائها الاناشيد الحبروية وللكشاف بقادته وافراده على ما قدموه من قطعٍ موسيقية راقية ورائعة. والشكر اخيراً لأبناء الكاتدرائية خاصة وللكنائس الاخرى على مجهوداتهم الخيرة والمباركة. نصلي الى ربنا ونسأله أن يحفظ لنا قداسة بطريركنا المعظم رأساً للكنيسة الجامعة ومطراننا الجليل لهذه الابرشية.