Home

ما الجديد حول مصير المطرانين المخطوفين؟

في الثاني والعشرين من نيسان 2013 اخُتطف المُطرانان يوحنا إبراهيم، وبولس يازجي في ريف حلب. وقد تجاز تاريخ اختطافهما العام الثالث وليس هناك ما يشفي الغليل من معلومات عن مستجدات القضية، وحقيقة حال المطرانين، وظروف احتجازهما.

مدّة اختطاف المطرانين يوحنا إبراهيم (متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس)، وبولس يازجي (متروبوليت حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس) هي الأطول بين قضايا الاختطاف الشهيرة في الحرب السورية (راهبات معلولا 3 أشهر وبضعة أيام، الناشطتان الإيطاليتان 5 أشهر، مخطوفو أعزاز 17 شهراً...)

ومثلَما تضاربت الأنباء أوّل الأمر بشأن ملابسات حادثة الاختطاف، والجهة الخاطفة، ومصير المطرانين، استمرّ التضارب في مستجدات القضيّة وحالة المطرانين حتى الآن. وإذا كان التضارب في المعلومات هو السّمة المشتركة بين معظم قضايا الاختطاف المشابهة، فإنّ المختلفَ في حالة المطرانين هو أنّ الجهة التي اختطفتهما (وهي عصبة الأنصار) قامت بتسليمهما لتنظيم «الدولة الإسلاميّة» بعد فترة قصيرة من وقوع الحادثة. أكثر من ذلك، فإن متزعم الجهة الخاطفة (صالح الأقرع) لقي حتفَه في ظروف غامضة بريف حلب منتصف العام الماضي .

معلومات مؤكدة جديدة
بين فترة وأخرى تتداول بعض المصادر أنباء متناقضة عن مصير المطرانين، ما بين مؤكّدٍ أنهما بخير، ومتحدث عن مقتل أحدهما أو كليهما. وبعض المصادر الأخبارية تمكنت من الحصول على معلوماتٍ جديدة في هذا الشأن عبر مصدر «جهادي» مرتبط بتنظيم «الدولة الإسلامية». وأكّد أحد المصادر أنّ المطرانين ما زالا بخيرٍ حتى الآن، وأنّ تعامل التنظيم مع حالة المطرانين مختلفٌ (حتى الآن) عن معظم حالات الاختطاف الأخرى، وأنّ «مكان احتجاز المطرانين قد تبدّل مرات عدّة. أحياناً لأسباب تتعلّق بالسّريّة، وأحياناً أخرى توخياً لإبعادهما عن خطر المعارك والقصف. ووفقاً للمصدر، فإنّ آخر تلك المرّات جاءت بعد أيام من «انحياز الدولة الإسلامية من عين الإسلام (التسمية المعتمدة لدى التنظيم لعين العرب)»، حيث نُقلا إلى «منطقة أكثر أماناً» بعد اقتراب المعارك من مكان احتجازهما. وخلافاً لبعض المعلومات التي تروج بين فترة وأخرى، يؤكد المصدر أنّ صحّة المطرانين جيّدة، ويقول: «أحدهما يحتاج إلى أدوية بنحو دوري، وهو ما زال يحصل عليها بانتظام». ومن المرجّح أن المطران المذكور هو المطران يوحنا إبراهيم، الذي يعاني من أمراض في القلب، ومن ارتفاع في نسبة الكوليسترول، وارتفاع في ضغط الدم، ما يجعله بطبيعة الحال في حاجة إلى إشراف صحي مستمر.

جهود وعثرات
على صعيد متصل، أن الجهود ما زالت مستمرة في سبيل إطلاق سراح المطرانين. وكانت قد تشكيلت لجنة بإشراف فداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني (بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس) لمتابعة القضيّة. وضمت اللجنة عدداً من المغتربين السريان ورجال دين من الشرق. وأعلمنا أنّ بعض «السماسرة» تواصلوا مع اللجنة، زاعمين امتلاكهم «معلوماتٍ يمكن أن تؤدي إلى الإفراج عن المطرانين»، وطالبوا بمبلغ يُعادل مائة ألف دولار ثمناً للمعلومات. جرى التعامل مع الأمر بالجديّة اللازمة، وطولب السماسرة بتقديم دليلٍ ملموس مثل «الإجابة عن أسئلة معيّنة لا يعرف إجابتها سوى المطرانين شخصيّاً»، لكنّ السماسرة لم يُقدّموا أي إجابةً في هذا الشأن، لتتوقف الاتصالات عند هذا الحد.

ورغم صعوبة التكهن بأيّ إجراء يتخذه تنظيم مثل «داعش»، فإن طريقة تعامله مع حالة المطرانين حتى الآن تجعلُ فُرصَ الوصول إلى نهاية سعيدة لهذا الملف قائمة. وأفادتنا بعض المصادر مؤخراً بأنهما محتجزان في كنيسة الساعة التي أخذها داعش كسجن للمعتقلين وأنهما سينقلا الى الرقة قريباً. بينما أفادت رئيسة دير مار يعقوب الأم أجنيس بأن المطرانين هما الآن في معقل تنظيم «داعش» في الرقة.

نسأل الله أن يتدخل بذراعه القوية ويخلص الذين دعيوا باسمه القدوس آمين