Home

قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني يحتفل بالقداس الإلهي

لقد دخل هذا اليوم السادس من شهر تموز 2014، في صفحته العسجدية تأريخ هذه الأبرشية البراق، التي أعطت وتُعطي الكثير من ثمار إيمان المؤمنين بتعلقهم بأمهم الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. فجاء المؤمنون زرافاتٍ زرافاتٍ، وموجاتٍ موجاتٍ، حتى صَعُب تعدادهم. لكن قُدِّر عددهم بأكثر من الفٍ وخمسمائة من المؤمنين الذين تدافقوا للحصول على مكانٍ يقدمون من خلاله صلوات العبادة والخشوع والشكران للرب الذي أهلَّهم ومتَّعهم بأن يرَوا خليفةَ القديس مار بطرس، قداسة الحبر الأعظم مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، يترأس القداس الإحتفالي هذا الكبير بحضور أكبر عددٍ من الشبيبة تواجد في أية واحدة من مؤتمراتهم في أبرشيتي الولايات المتحدة.

ولا أبالغ القول إن جزمتُ، بأنه حتى ولا في أي لقاءٍ لهم حدث في كنيستنا، أن يساوي عدد الشبيبة الذين حضروا قداس الأحد حيث تعدى عددهم السبعمائة ونيف، جاؤوا من مختلف الولايات الأمريكية وبعضهم من أوروبا، وقد دفعتهم محبتهم وغيرتهم وأحلامهم بأن يكون الجالس حديثاً على السُدة البطرسية مُحقِقاً لأحلامهم في أن يبعثَ روحا شبابية في جسم الكنيسة بل دماً جديداً فيه من دِفق المحبة والغيرة والعمل الدؤوب والموزون والمدروس لأن تجتمعَ كلمة هذه الشبيبة في كل انحاء العالم تحت راية كنيسة أنطاكية وليُعيدَ قداسته أمجاد هذه الكنيسة بما حوى تأريخها من إنتصاراتٍ على التخلف والجهل. وقداسته مشهودٌ له بالتفاف الشبيبة حوله ليعيدهم الى صفوف المؤمنين في الكنيسة بإيمانٍ متمسكين بمعتقدات أمهم الكنيسة السريانية وليس غيرها وأن يصبحوا لُحمة واحدة ضمن بوتقة وصفوف أبناءها. ويؤلفوا كنيسة الغد مبنية على أُسسٍ إيمانية وحبٍ بليغٍ وتشبُّعٍ متكاملٍ بأنه لا مفر من صهرهم في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية التي أوجدتْ عظماءَ في التأريخ الكنسي.

تدافعت جموعُ المصلين وكان منظرهم ولا أبهى، وترأس قداسته هذا القداس في قاعةٍ كبيرة وضخمة في الفندق الذي عقَدَت فيه الشبيبة مؤتمرها السنوى والتي دعت لعقده شبيبة كنيسة القديس مار بطرس في مدينة جلندورا.

اشترك في القداس أصحاب النيافة المطارنة مار ديونوسيوس جان قواق مدير الديوان البطريركي في دمشق، مار يعقوب أدواردو مطران أميركا الوسطى ومركزها غواتيمالا، ومار إقليميس أوجين مطران أبرشية غربي الولايات المتحدة. كما وخدمت القداس مجموعةٌ من كهنة الأبرشية والشمامسة وجوقة مرتلات كنيسة مار بطرس. وارتجل صاحب النيافة مار إقليميس أوجين كلمة بدأها باللغة السريانية ثم بالإنكليزية مرحباً بالضيف الكبير صاحب القداسة، وشاكراً إياه لترؤوسه مؤتمر الشبيبة ومثنياً ومصلياً للرب ليحفظه بعمرٍ مديد وليبقيه منارةً مشعةً بالعلم والمحبة والعمل الدؤوب في إدارة دفة الكنيسة في أنحاء العالم.

واعتلى قداسته المنصة وارتجل كلمة قيمة جداً بالسريانية تلاها بالإنكليزية، معبراً عن شكره العميم لصاحب النيافة مطران الأبرشية الجليل على تنسيق وتنظيم هذا المؤتمر مع كل الذين عملوا لإنجاح مسيرته بدقة متناهية. وتطرق قداسته الى الأحداث التي جرت وتجري في الشرق الأوسط في بعض البلدان وبخاصة في سوريا والعراق، موطن الآباء والأجداد وعن شهداء السريان الذين قضَوا غدراً وظلماً. وصلى قداسته ليُعيد الرب المطرانَين المخطوفَين مار غريغوريوس حنا ابراهيم وبولس اليازجي. وانهى كلمته القيمة بشكر المؤمنين على محبتهم والتفافهم حول رئاستهم المحلية والعامة ومصلياً الى الرب لحفظهم وتوفيقهم في دنيا الإغتراب ومذكراً إياهم بوطنهم الغالي، وضرورة تقديم المساعدات الممكنة لأهلهم وإخوانهم.

وتقدم المؤمنون جميعهم لتناول القربان المقدس وقد توزع الآباء الكهنة بينهم لتسهيل تقديم جسد الرب ودمه، وكانت تلك الجموع تتهافت كأمواج البحر بأعدادها الكبيرة، وكانت دلائل الفرح الروحي على محيَّا الجميع وقد عاشوا ساعاتٍ من الخشوع والعبادة واستمتعوا بلقاءِ وسماعِ بطريركِهم الآتي باسم الرب، قداسة مار إغناطيوس أفرام الثاني.