Home

أيلول الأسود

قبل 17 عاماً، حلّت في الولايات المتحدة مصيبةٌ دهماء ليست كالمصائب التي نقرأ عنها او نشاهدها على شاشة التلفاز... مصيبة هي ام المصائب لهذا البلد الذي احتضن الغريب قبل القريب، الذي أعطى أضعاف ما أخذ، يومٌ بكته الام الثكلى والأب الموجوع والأطفال اليتامى. أيها الشرسون الاغبياء أنتم لا ترحمون ولا في قلوبكم متسعاً للحنان والعدالة. فأنتم أينما حللتم، فأثاركم تشهد عليكم. ماذا فعلتم بوطننا بل بمعظم البلاد العربية ولمدة سبع سنوات جحاف من دمارٍ وخراب، مِن تشتتٍ لأهلها وتمزيق هذا الجسم الغني بما يملك وبما تحويه أرضه من غزير الغنائم وبركات السماء وقيَم لا مثيل لها ومنها خرجت أديانٌ دعت ابداً للمحبة والسلم والوحدة بين الجميع، ولكن ما فعلته تلك الشرذمة من الظالمين الطغاة بوطن أرضي من حرقٍ ودمارٍ وقتلٍ ونهبٍ للكنائس والمعابد والبشر يندى له الجبين ويخجل المؤرخون من تثبيته في التأريخ.

أيها الغاشمون ما فعلتموه بهذا اليوم المشؤوم في وطننا الثاني سيبقى خالداً ليس بفعلتكم وإنما بعظيم الجريمة التي اقترفتموها وبالارواح التي اعتديتم عليها وبعدد الشهداء الذين قضوابغشمكم وكراهيتكم وحقدكم الأعمى.

أيلول الأسود هو شهر العلم والثقافة حيث يلتحق اطفالنا بمدارسهم ليستقوا العلم والعرفان، ولكن ذاك الأيلول كان وَبَالاً لاطفال وطننا الثاني ولامهاتهم مَن فقدن أزواجهن وأخوتهن ومن بكت الليالي الطوال للألم الذي لحقهم من جراء هذه الفاجعة الكبيرة.

أيها الرب الشُّفوق، ارحم هؤلاء الذين قضَوا ظلماً وبهتاناً، ابعد الظلم والظالمين عن وطننا الاول سوريا والبلاد العربية ووطننا الثاني الولايات المتحدة الذي فتح ذراعيه واقتَبلَنا وأغدق علينا بالعمل والمال والسلام والامان. وعلى أرضه يتثقف وتثقف أولادنا ونالوا الشهادات العليا بفعل الحرية التي وفرها لهم هذا البلد المعطاء.
ونحن اذ نشارك ابناء هذا الوطن على اختلاف جنسياتهم وارومتهم نصلي معهم ليرحم الرب الشهداء ويعطي هذا البلد الذي نعيش فيه السلام لنا ولأولادنا ولكل مَن اتخذ من ارضه وطناً.
بقلم الخوري عبدالأحد شارا