Home

الى مَن نذهب يارب وكلام الحياة الأبدية عندك

الى اين المصير!

ظلمٌ ما بعده ظلم، وجريرةٌ تلوَ الأخرى، وشهداءٌ وقتلى وجرحى ومفقودين وأسرى ، كل هذا لأطماعٍ جشعة، وجوعٍ يتلهف للسيطرة الهوجاء. أبرياءٌ يُداسون بالأرجل، وقلوب تُحطَّم كرامتها، وعزةُ الانتماء للوطن تتلاشى بالاستشهاد المفروض الغاشم. لقد كتب التأريخ وعاينَّا أحداثاً مؤلمة ومتتالية في أواخر القرن العشرين وبداية القرن الحالي جرت في شرقنا العزيز. وهل لنا ان ننسى مجريات الأحداث في الوطن السوري ولمدة ثمانية سنوات متتالية راح فيها الألاف من الشهداء وخلَّفت الألاف الأخرى من الجرحى والملايين من المشردين في دول العالم وغدَوا متسولين في ديار الغربة بعد ان كانوا أسياداً في وطنهم.

وها ان العراق الجريح يعاني الامرَّين من ويلات الحرب ومؤامراته وليس من الضحايا الا الأبرياء واما المحركون لهذه الحروب الشعواء فهم يتربعون على عروشٍ من الأموال، وسلطةٍ شيطانية واهية. وغدا المواطن غريباً في بلده يستعطي اصحاب السلطة الذين استحوذوا على الأخضر واليابس، ويتضرع لرب السماء العون على ارباب الارض الغرباء عن القيم والأخلاق والأعراف الدينية القويمة والمباديءالاجتماعية السليمة.

القامشلي وما أدراك من هي القامشلي! القامشلي نبعٌ لا ينضب من الايمان والمحبة والعطاء الغث، القامشلي مصدر الإشعاع السرياني على مختلف ملله ونِحَله. جيشٌ من القديسين والكتَّاب والملافنة والشعراء والبحاثة في التأريخ والأدب والشعر. مدارسٌ عامرة، جمعياتٌ وأندية نالت قصب السبق في نجاحاتها. اليوم تتعرض هذه المدينة الخالدة ومدن رأس العين وتل ابيض وغيرها من الدساكر تُدَّك بعنفٍ بالطائرات الحربية والدبابات والمدافع ويهرب أهلها الى امكنةٍ آمنة تاركين وراءهم متاعهم وما يملكون.

وماذا أقول عن الكنيسة المجاهدة في الهند ومَن منا لم يسمع ما جرى ويجري مؤخراً في كنائسنا فقد زمجر الأشرار واستطاعوا بما يملكون من اسلحةٍ مدمرة لا شرعية في اغتصاب كنائسنا وحتى مقابرنا وغدا المؤمنون غرباء عن بيوت الله، ورأينا على وسائل التواصل الاجتماعي كيف ساقت الشرطة مطارنتنا والكهنة الى دوائر الشرطة كونهم وقفوا متراصين مع المؤمنين. لقد حاول مجمع الكرسي الأنطاكي بكافة الأحبار المطارنة وبرئاسة قداسة الحبر الأعظم مار أغناطيوس افرام الثاني الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الانطاكية في العالم في لملمة وحل المشاكل العالقة من زمنٍ بعيد في الكنيسة الهندية ولكن دون جدوى بعد ان ركب العناد ومحبة السلطة عقول المفريان المنشق ومجلس مطارنته وكان قداسته قام بزيارات للهند وحاول جاهداً إصلاح ذات البَين.

وقد توجه الناس الى السماء طالبين من الرب ان يُبعد عنهم هذه الآلام والأوجاع حافظاً أطفالهم وشيوخهم ويُلهم مَن يقودوا هذا الدمار، الأرعواء والعودة عن هذه المغامرات الشيطانية في قتل الأبرياء.

اللهم لك نلتجيء فانت الواعد (لا تخف ايها القطيع الصغير ها انا معكم حتى الانقضاء) وبدورنا نصرخ مع داود النبي (انْ سرتُ في وادي ظل الموت لا اخاف شراً لأنك معي انت يا الله). لنصلي من أجل إنهاء الحروب وإحلال السلام الشامل.

من إعداد الخوري عبدالاحد شارا