Home

المظاهرات الحاشدة تضامناً مع مسيحيي العراق

إثر الأحداث الدامية والجائرة التي جرت في شمال العراق وبخاصة في الموصل وجوارها، وتشرد أهلنا هناك بعدما أعطيت لهم خيارات صعبة للغاية أولها دفع الجزية او إشهار التحول الى الإسلام أو مغادرة المدينة قسرا وترك كل ما يملكون من مال ومتاع فتستولي تلك العصابات الغوغائية على كل شيء.

وهكذا اختار المسيحيون ترك ما أنجزوه بعرق جبينهم في الموصل وهي ارضهم وأرض اجدادهم منذ آلاف السنين ومعظمهم أجبروا على الخروج من المدينة حفاة الأقدام يحملون على ظهورهم وفي قلوبهم وبيوتهم الدموع والحسرات والآهات.

وثارت عواطف المسيحيين في العالم لتعبر عن ألمها من هذه المجريات الأليمة وبقيت الدول الكبرى صاحبة القرار والشأن في سبات عميق وفي صمت مطبق تعجز الألسن عن وصفه وبكل غرابة، وتداعت المنظمات الانسانية في العالم وبخاصة منها المسيحية لنصرة إخوانهم المسيحيين العراقيين بالقيام بمظاهرات احتجاجات سلمية تطالب بتدخل عاجل لطرد المعتدين وإعادة أهالي مدينة الموصل وجوارها الى بيوتهم، وقامت مهرجانات في ومظاهرات في كل مكان في أوروبا وأوستراليا وكندا وليس آخراً في الولايات المتحدة، بل دعت الرئاسات الروحية الى إقامة الصلوات والقداديس وخصصت يوم الأحد في 3 آب 2014 ليكون يوم الصلاة وجمع التبرعات لأبناء الموصل المشردين. بل دعت المنظمات المسيحية على اختلاف اتجاهاتها وميولها المذهبية ليكون يوم السبت 2 آب 2014 يوماً مميزاً والإجتماع أمام المركز الفدرالي، وهكذا وبإرشادات نيافة الحبر الجليل مار إقليميس أوجين قام الخوري عبدالأحد شارا يرافقه الأب القس كبرئيل حنا واشتراك كل من الأبوين القس بطرس ربوز والقس يوسف كلو والشماس منهل بني ومجموعة من مؤمني الكنائس المحلية للإشتراك في المظاهرة الحاشدة.

واجتمعت الجموع الغفيرة الذي زاد عددها عن الألف، يحملون الاعلام السريانية والآشورية والسورية والعراقية واختلطت الجموع بالعراقيين والسوريين والكل يهتف لإنقاذ مسيحيي الموصل. وفي الحادية عشرة ظهراً طلبت مجموعة الآباء الكهنة الذين حضروا لهذه الغاية من الأب الخوري شارا ان يعلن بدء المظاهرة رسمياً بكلمة موجزة وبالإنكليزية أعلن أبوته المباشرة في البرنامج المعد سلفاً من قبل لجنة من الكهنة والشبيبية، وكان يتقدم المظاهرة صليب كبير يحمله شماس برتبة شماس إنجيلي وآخر يرفع يديه حاملاً الإنجيل المقدس بالسريانية وعلت مئات اليافطات باللغات العربية والسريانية والإنكليزية والكل يصلي سوية ويهتف لنصرة إخوانهم في العراق. كان المنظر ولا اروع فقد اجتمع العراقي مع السوري المسلم مع المسيحي واليهودي والكل يهتف من الأعماق وبعضهم بالدموع الى الله تعالى والى ضمائر العالم للتدخل وإعانة هذا الشعب المظلوم ليس فقط في العراق بل في سوريا ولبنان وغزة.

ومن المنصة المعدة بدأ البرنامج فأعلن عريف المظاهرة بتقديمه الخوري عبد الاحد شارا الذي ارتجل كلمة بالإنكليزية تطرق فيها الى احداث تأريخية عن أصالة جذور المسيحيين دينياً وثقافياً وعلمياً في الموصل وسهولها وهي ليست ابنة ساعتها. بل وأضاف أبوته نحن لسنا نصارى بل نحن مسيحيين ننتمي بجذورنا الدينية الى السيد المسيح مخلصنا وفادينا ونحن حسب تعاليمه نعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله. كما وذكر أبوته انه جاء بإرشادات نيافة الحبر الجليل مار إقليميس أوجين مطران أبرشية غربي الولايات المتحدة، وقد قاطع الجمهور المحتشد كلمته بالتصفيق مرات عديدة.

ثم تقدم الأب جورج كاهن كنيسة السيدة العذراء الآشورية وألقى كلمة بالإنكليزية والآشورية معدداً الكنائس التي أحرقتها الزمرة الغوغائية الحاقدة. وكانت كلمة أخرى لرئيس الشبيبة الآشورية ثم رتلت الجموع ترتيلة بالآشورية وبعدها صلى الأبوان شارا وكبرئيل كاهنا الكاتدرائية صلاة خاصة تبعاها بالصلاة الربانية.