Home

يومٌ أظهر فيه مؤمنو الأبرشية غيرتهم وإيمانهم وتضامنهم مع مسيحيي العراق

فور وصول رسالة قداسة الحبر الأعظم مار اغناطيوس أفرام الثاني الى الكاتدرائية قام نيافة الحبر الجليل مار إقليميس أوجين مطران أبرشية غربي الولايات المتحدة بتعميمها على كافة كنائس الأبرشية لتُقرأ من قٍبَل الكهنة خلال القداس والعمل بموجبها.

وكان موضوع الرسالة وصف قداسته للحالة المزرية التي يعيشها أبناء الكنيسة في الموصل وضواحيها بعد أن طردهم من بيوتهم شرذمةٌ من الغوغائيين بقوة السلاح إذ لم يقبلوا بدفع الجزية وهي ضريبةٌ إدَّعوا أنها لازمة لغير المسلمين ولهم الخيار في أن يغيّروا دينهم الى الإسلام وفي حال الرفض فإما أن يُقتَلوا أو يغادروا المدينة فوراً بدون قيد أو شرط، تاركين كل ما يملكون من مال وأمتعة حتى وأحذية.

ويتابع قداسته طالباً من كل السريان في العالم إقامة الصلوات وتقديم القرابين والتبرعات لأجل إعانة إخوتنا أبناء الموصل ذوي الأرومة السريانية الأصيلة. المدينة وقراها التي قدمت للكنيسة السريانية بطاركة عظام أمثال المثلث الرحمات البطريرك أفرام برصوم والبطريرك يعقوب الثالث ومن جهابذة المطارنة الأجلاء كالمطران العلامة بولس بهنام. وقد عيّن قداسته أن يكون يوم الأحد 3 آب 2014 قداساً مخصصاً للصلاة لاجل سلامة وعودة أبنائنا الى مدينتهم الموصل وقراها.

وفي هذا اليوم 3 آب، وفي كل الكنائس السريانية الأرثوذكسية في العالم أُقيمت القداديس وأُلقيَت المواعظ مذكرةً المؤمنين بما جاء في رسالة قداسته. وفي الكاتدرائية ترأس نيافة الحبر الجليل مار إقليميس أوجين القداس الإلهي يعاونه كلٌ من الأبوين الخوري عبدالأحد شارا والقس كبرئيل حنا وتخدمه الشمامسة وجوقة المرتلات, وقد حضر القداس جمهورٌ غفيرٌ من المؤمنين. وارتجل نيافته كلمة بالسريانية ثم بالإنكليزية بموضوع العضوية في الكنيسة وانتمائنا الى جسم المسيح وما تأثير هذا الإنتماء في حياتنا اليومية وأفعالنا في المجتمعَين العائلي والعام، وضرورة التفاعل الكلي بتعاليم السيد المسيح وتوجيهاته في كل تصرفاتنا.

وأضاف نيافته شارحاً ما جاء في رسالة قداسته الأبوية وتعاطفه مع أبنائه حيثما تواجدوا بالصلوات والحضور واهتمامه بكل شاردة وواردة بما يعود بالخير والنفع العام وتقدم وازدهار الكنيسة الجامعة. كما تابع نيافته حاثاً المؤمنين على مساعدة أهلنا في العراق بما تجود به نفوسهم الطيبة المعطاءة إذ هم جسد المسيح المتألم والذي هو بحاجة الى مساعدة أعضاء جسده المقدس المؤمنين في الأماكن غير المضطهدة...

وتوجه المؤمنون الى قاعة الكاتدرائية بعد القداس يتقدمهم نيافته والآباء الكهنة وتهافت المؤمنون في تقديم تبرعاتهم بسخائهم المعهود والمعتاد كباراً وصغاراً كلٌ حسب إمكانياته. وتفاوتت المبالغ المتبَرَع بها. وفي النهاية وصل المبلغ الإجمالي الى 60.000$. فشكر نيافته أبناءه البررة لِما قدموه ودعا الرب ليضاعف من خيراتهم ويوفقهم في حياتهم ويزرع السلام والمحبة في صفوفهم.